صدر حديثا للباحثة أم البنين لحلو كتاب جديد بعنوان “الجغرافيا السياسية: مقاربة إبستمولوجية” يتناول العلاقة بين مفهومي الجغرافيا السياسية والإبستمولوجيا، وكذا تعقيدات العالم المعاصر.
ويتألف الكتاب من عدة فصول، من بينها “من البدايات إلى المبادئ”، و”اللغة المنحرفة والجدلية الفاسدة”، و”عمالقة المال”، و”خديعة المناخ”، حيث يتناول مفهوم الجغرافيا السياسية بوصفه علما متعدد الأبعاد يتقاطع فيه التاريخ والجغرافيا والقانون والاقتصاد وعلم الاجتماع والسياسة.
ويسلط المؤلف الضوء على الدور التحليلي للجغرافيا السياسية في تفكيك الأفعال والتفاعلات بين مختلف الفاعلين الدوليين، من دول وشركات متعددة الجنسيات ومؤسسات ومنظمات غير حكومية ومجتمعات مدنية.
وترى الكاتبة أن الإبستمولوجيا تجد مجالا خصبا للبحث، لأن التعدد سمة أصيلة للخطأ، بينما تصاغ الحقيقة بصيغة المفرد، مشيرة إلى أن نقد العلوم نادرا ما يقبل العودة إلى الوراء.
وأشارت لحلو في مقدمة الكتاب إلى أن العالم لم يكن يوما أكثر التباسا مما هو عليه اليوم، إذ تتداخل فيه الحرب والسلام حتى يختفيا في حالة “لا حرب ولا سلم”.
وتشدد الباحثة على أن الإنسانية كانت دائما محور الاهتمام، وأنه لا يمكن للاقتصاد أو الاجتماع أو السياسة تجاوز الإنسان، لأن الأنثروبولوجيا تنفتح، في جوهرها، على كل الأبعاد التي تؤثر في الإنسان أو تتحكم فيه خلال مسار حياته على الأرض.
ويؤكد الكتاب على أن النفس البشرية تنشغل بهويتها وأناها وتطورها الذاتي، بله حماية وجودها، مبرزا أنه في هذه النقطة تتدخل السياسة مستخدمة أدواتها الأكثر فاعلية، من اقتصاد وجغرافيا وعلم اجتماع وثقافة، لتصحيح اختلالات الطبيعة ورسم التوجهات الكبرى في الزمان والمكان.
يشار إلى أن أم البنين لحلو حاصلة على دكتوراه في الطب ودكتوراه في القانون العام. وصدر لها كتاب “الرأسمال اللامادي”.
